مرض الفُصام: الأعراض، الأسباب والعلاج

مرض الفُصام

يُعرَف الفصام (بالإنجليزية: Schizophrenia) بأنّه من الحالات العقليّة الصّعبة وطويلة الأمد، ويُسبّب مجموعةً من الأعراض النفسية المختلفة،^[١] وفي الحقيقة يصعُب قياس مدى انتشار مرض الفصام،^[٢] ولكن يُمكن القول بأنّه نسبة انتشار المرض قد تصل ما بين 0.25% - 0.64% من البالغين في الولايات المتحدة الأمريكية تقريبًا،^[٣] وإن مرض الفصام لا يعني انفصاماً في الشخصية أو أن الشخص لديه عدداً من الشخصيات كما يظن البعض،^[٤] وإنما هي حالة مرضية عقلية شديدة كما أسلفنا الذكر، وتؤثر هذه الحالة على كيفية تفكير الشخص وتَعامُله وشعوره، كما أن الأشخاص الذين يعانون من الفُصام قد يبدون وكأنهم فقدوا الاتصال بالواقع، وهذا الأمر قد يتسبب في حُدوث ضائقة كبيرة لأفراد عائلة المُصاب وأصدقائه،^[٥] والجدير بالذكر أن المصابين بمرض الفُصام لا يكونوا واعيين أو على علم بأنّهم مُصابون بمرض الفُصام، وهذا الأمر قد يجعل العلاج أو العمل مع الّخص المُصاب أمراً صعبًا.^[٦]

أعراض مرض الفُصام

عندما يُصبح المرضُ نشطاً أي عندما تبدأ فترة الفصام، يمكن أن تحدُث نوبات يكون فيها الشخص غير قادر على التّمييز ما بين التجارب الحقيقية والتجارب غير الحقيقية، وكما هو الحال في أي مرض، فإن شدة المرض، والمدة، وتواتر الأعراض قد تختلف من شخص لآخر، ولكن يُمكِن إدراج الأعراض ضمن ثلاثة تصنيفات كما يلي:^[٧]

• الأعراض الإيجابية، وهي الأعراض غير الطبيعية التي تكون موجودة، مثل:^[٨]
• الهلوسة (بالإنجليزية: Hallucination)، وتتمثل في الهلوسة السمعية أي سماع أصوات غير موجودة، أو البصرية أي رؤية أشياء غير موجودة.
• الارتياب أو البارانويا (بالإنجليزية: Paranoia)، والتصورات والمعتقدات والسلوكيات غير الطّبيعيّة والمُبالغ فيها.
• الأعراض السلبية، وهي الأعراض التي لا تكون موجودة وهذا أمر غير طبيعي، ومنها فقدان أو ضعف القدرة على البدء بالتخطيط، أو الكلام، أو التعبير عن المشاعر.^[٤]
• الأعراض غير المنظمة، وتكون كما يلي:^[٩]
• تشويش أو عد انتظام الأفكار أو الكلام، بالإضافة إلى صعوبة في التفكير المنطقي وأحياناً القيام بسلوك غريب أو حركات غير طبيعية.
• يعد الإدراك من الأمور التي تتأثر أيضاً في مرض الفصام، وهذا قد يؤدي إلى مشاكل في الانتباه والتركيز والذاكرة، فضلاً عن التّراجع في الأداء الدراسي.

لمعرفة المزيد عن أعراض فصام الشخصية، انقر هنا.

متى تبدأ أعراض الفصام بالظهور؟

تبدأ أعراض الفصام عادةً بالظهور خلال نهاية سن المراهقة أو في بداية سن العشرين لدى الرجال، أما عند النساء ففي أغلب الأحيان تظهر في بداية سن العشرين أو بداية سن الثلاثين.^[١٠]

أسباب مرض الفُصام

في الواقع إنّ المسبب الدقيق والرّئيسي لمرض الفصام غير معروف، إلا أنّ بعض الخبراء يعتقدون أن مرض الفصام يحدث نتيجة لمجموعة من العوامل الجينية والبيئية،^[١١] وفيما يلي بعض العوامل التي قد تساهم في ظهور حالة الفصام:^[١٢]

• الوراثة، إذ من المُمكن أن يكون هُناك أكثر من حالة لمرض الفُصام بين العائلات التي لديها تاريخ عائلي بوجود مرض الفصام، ويترتب على هذا الأمر زيادة احتمالية نقل مرض الفصام من الآباء إلى الأبناء.
• العوامل البيئيّة، ويندرج تحت هذه الفئة ما يلي:^[١٣]
• الإصابة بعدوى فيروسية.
• التعرُّض للمواد السّامة.
• التعرُّض لحالة نفسيّة توترية شديدة، مما قد يُسبب تفعيل حالة الفصام لدى الأشخاص الذين لديهم استعداد جيني لهذا المرض.
• بعض الاضطرابات الكيميائيّة الدّماغيّة، ويُقصد بها المشاكل المرتبطة ببعض المواد الكيميائية الموجودة في الدماغ مثل النواقل العصبية، ومن الأمثلة عليها:^[٢]
• الدوبامين (بالإنجليزية: Dopamine).
• الجلوتامين (بالإنجليزية: Glutamate).
• استهلاك المواد المُخدّرة، إذ أُشير إلى أنّ أخذ المواد المُخدّرة التي تُغير طبيعة العقل خلال فترة المراهقة وبداية سن الشباب قد تزيد من خطر الإصابة بالفصام.^[١٤]

أنواع مرض الفُصام

يوجد العديد من أنوع مرض الفصام، وفيما يأتي بيان لها:^[١٥]

• الفصام البرانويدي: (بالإنجليزية: Paranoid schizophrenia)، وهو أكثر الأنواع شيوعاً، وقد يتطور في مراحل لاحقة من الحياة بالمقارنة مع الأنواع الأخرى من الفُصام، وإن الأعراض المرتبطة بمرض الفصام البرانويدي قد تشمل الهلوسة و/أو الأوهام، لكن الكلام والمشاعر قد لا يطرأ عليها تأثير.
• فصام الصّبا: (بالإنجليزية: Hebephrenic schizophrenia)، ويُعرف أيضاً باسم الفصام غير المُنظّم، قد يظهر هذا النوع من الفصام خلال المرحلة العمرية 15 - 25 سنة وقد تشمل أعراضه ما يلي:^[١٦]
• سلوك وأفكار غير منظمة إلى جانب هلوسات أو أوهام قصيرة الأمد.
• أنماط الكلام غير منظمة مما قد يُصعِّب على الآخرين فهمه.
• ظُهور بعض تعابير الوجه التي ليس لها صلة بالموقف الحالي، وكذلك نبرة الصوت أو الأسلوب.
• الفصام الحركي: (بالإنجليزية: Catatonic schizophrenia)، وهو أندر أنواع مرض الفصام، وتتميز بحركات مفاجئة ومحدودة ومفاجئة.^[١٧]
• الفصام غير المتمايز: (بالإنجليزية: Undifferentiated schizophrenia)، يُظهر الأشخاص المصابون بالفصام غير المتمايز أعراضًا لأكثر من نوع واحد من الفصام.^[١٨]
• الفصام المتبقي: (بالإنجليزية: Residual schizophrenia)، يتميز الفصام المتبقي بأنّ الشّخص المُصاب به قد كان له تاريخ سابق لنوبة واحدة على الأقل من الفصام، ولكن لا تظهر على الشخص المُصاب حاليًا أي أعراض مثل الأوهام، أو الهلوسة، أو الكلام، أو السلوك غير المنظم.^[١٩]
• الفصام البسيط: (بالإنجليزية: Simple schizophrenia)، وفي هذا النوع تكون الأعراض السلبية مثل بطء الحركة، أو ضعف في الذاكرة، أو فقدان التركيز أو سوء النظافة الشخصية أكثر بروزاً في وقت مبكر وأشد سوءاً، بينما نادراً ما تحدث الأعراض الإيجابية مثل الهلوسة والأوهام والتفكير غير المنظم.^[٢٠]
• الفصام السنتوباتيكي: (بالإنجليزية: Cenesthopathic schizophrenia)، هو شكل من أشكال الفصام يتميز بالشّعور بأحاسيس جسدية غريبة أو مزعجة وعادةً ما تكون بدون سبب جسدي حقيقي.^[٢١]
• الفصام غير المُحَدَّد: (بالإنجليزية: Unspecified schizophrenia)، وتكون الأعراض في هذا النوع مرتبطة بالفصام إلا أنها لا تندرج لأي نوع من الأنواع السابقة.^[٢٢]

تشخيص مرض الفُصام

في العادة لا يوجد فحص مُعيّن تشخيصي لتقييم مرض الفصام، إلا أنّ الطبيب قد يُشخِّص المرض عن طريق مشاهدة سلوك الشّخص المُصاب، كما أن الطبيب سيسأل عن تاريخ الصحة العقلية والجسدية له، وقد يطلب إجراء فحوصات أخرى ليستبعد الأسباب الأخرى المحتملة مثل الأورام الدّماغيّة أو الإصابات الدّماغيّة، أو أي حالة عقلية أخرى مثل اضطراب ثنائي القطب (بالإنجليزية: Bipolar disorder).^[٢٣]

علاج مرض الفُصام

في الواقع يتطلب مرض الفصام علاجاً طويل الأمد (مدى الحياة) حتى عندما تهدأ الأعراض، فيُمكِن للعلاج النفسي (بالإنجليزية: Psychosocial therapy) والعلاج بالأدوية أن يضبط الحالة، ولكن في بعض الأحيان قد يحتاج المريض للإقامة في المستشفى لإتمام العلاج على أكمل وجه،^[٢٤] وفي ما يلي مجموعة من الخيارات المتاحة لعلاج الفصام:^[٢٥]

• الأدوية المضادة للذَُهان: (بالإنجليزية: Antipsychotic drugs)، يمكن أن تُستخدَم هذه الأدوية يوميًّا، أو يُمكن أن تُستخدَم بشكل أقل تكرار في حال اختار المُصاب أن يُعالَج بالأدوية القابلة للحقن، إذ يُمكن أن تُستخدَم هذه الأدوية بين فترات الحقن لمُدّة قد تصل لـِ 3 أشهُر، وذلك وِفقًا لنوع الدّواء المُضادّ للذّهان المُستخدم.
• الاستشارة: (بالإنجليزية: Counseling)، تُمكّن الاستشارة الشّخص المُصاب من تطوير مهارات التأقلم مع المرض ومتابعة أهداف حياته.
• الرّعاية الخاصّة المُنسّقة: (بالإنجليزية: Coordinated special care)، وهي الرّعاية التي تدمج الأدوية، والمشاركة الأُسرية، والخدمات التعليمية وفق نسقٍ شامل معًا ضمن خُطّة العلاج.

هل يمكن الوقاية من مرض الفُصام؟

في الحقيقة لا يوجد طريقة مؤكدة يمكن من خلالها تفادي الإصابة بالفصام، إلّا أن التَقيُّد بخطة العلاج قد تساعد على تجنب الانتكاس أو ازدياد الأعراض سوءاً، كما أنّ الباحثين يأملون بأن الإلمام بالعوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالفصام قد تؤدي إلى تشخيص وعلاج مبكر للحالة.^[٢٦]

لماذا يصعب تشخيص مرض الفصام عند المراهقين؟

من المُتوقّع أن تشخيص مرض الفُصام قد يصعُب تشخيصه عند المراهقين، وذلك لأن العلامات الأولى للإصابة بالمرض قد تشبه سلوك المراهقين الشائع، وقد تشمل ما يلي:^[٢٧]

• تدني العلامات الدراسية.
• كثرة تغيير الأصدقاء.
• اضطّرابات ومشاكل النّوم.
• الغضب والعصبيّة.

هل مرض الفصام يجعل الشخص أكثر عدائية؟

إنّ بعض الكتب الشعبية والأفلام قد تُصَّوِر الأشخاص المصابين بالفصام أو بالأمراض العقلية الأخرى بأنهم عدائِيون، لكنّ هذه الفكرة غير صحيحة دائماً، فمعظم الأشخاص المصابين بالفصام غير عدائيين، ويفضلون الانسحاب والبقاء بمُفردِهم.^[٢٨]

كيف تتعايش مع الفصام؟

إذا ضُبِطت حالة الفصام جيداً، يمكن لذلك أن يقلل من احتمالية الانتكاسات الشديدة، ويكون التعايش مع خلال ما يلي:^[٢٩]

• التعرُّف على علامات النوبات الحادة للمرض.
• أخذ الأدوية الموصوفة من الطبيب.
• التحدُّث مع الآخرين عن الحالة والتّعرف عليها أكثر.