يُعدّ الوسواس القهريّ (Obsessive compulsive disorder) من الاضطرابات التي يُعاني فيها المُصابون من مخاوف وأفكار مؤرّقة تجاه مواضيع مُعيّنة، تدفعهم للقيام بأعمال تبعث في أنفسهم الطمأنينة للتخلّص من تلك الأفكار؛ مثل غسل اليدين باستمرار لعدّة مرّات خلال اليوم بسبب الخوف الشديد من الجراثيم والمرض، وذلك يُعيق حياة المُصاب ويؤثّر على علاقاته وأعماله.[١]


ما العلاقة بين هرمون السيروتونين والوسواس القهري؟

هرمون السيروتونين (Serotonin) هو أحد الناقلات العصبيّة المسؤولة عن نقل الأوامر والإشارات العصبيّة بين الدماغ والأعصاب، وهو المسؤول عن وظائف مُعيّنة؛ تتضمّن تنظيم الحالة المزاجية، والمشاعر، والنوم، والذاكرة،[٢] ويعتمد علاج بعض المصابين بالوسواس القهري على الأدوية التي تزيد من نسبة هذا الهرمون؛ إلا أن هناك حالات لا تصلح لها تلك الأدوية، إذ قد تكون مرتبطة بوجود أسباب أخرى للإصابة.[٣]


فقد تبين أن احتماليّة الإصابة بالوسواس القهويّ ترتفع عند وجود خلل في التواصل ما بين الجزء الأماميّ من الدماغ وأجزائه الداخليّة الأُخرى، التي تعتمد على السيروتونين في عملها وتواصلها مع الجزء الأماميّ،[٣] ولكن يكون ذلك بالتزامن مع تغيّرات تُصيب موادّ كيميائيّة أُخرى كالدوبامين (Dopamine) والغلوتامات (Glutamate).[٤]


هل يمكن علاج الوسواس القهري بالسيروتونين؟

كما ذكرنا فإنّ العديد من المُصابين يشعرون بتراجع أعراض الوسواس القهريّ والسيطرة عليه عند استعمال الأدوية التي تزيد من فعاليّة هرمون السيروتونين في الجسم، ومن هذه الأدوية ما يأتي:[٣]

  • الكلوميبرامين (Clomipramine)

ويختلف عن الأنواع الأُخرى بأنّه من مجموعة أدوية مُثبّطات استرداد السيروتونين غير الانتقائيّة (SSRI)، التي تؤثّر على النواقل العصبية الأخرى الموجودة في الدماغ عدا السيروتونين.

  • السيرتالين (Sertraline).
  • الفلوكسيتين (Fluoxetine).
  • الباروكستين (Paroxetine).
  • الفلوفوكسامين (Fluvoxamine).


ومن جانب آخر، فإنّ علاج الوسواس القهريّ يعتمد بشكل أساسيّ على جلسات العلاج النفسيّ، بالتزامن مع استعمال الأدوية السابقة والتي قد يصفها الطبيب في بعض الأحيان، إذ ليس بالإمكان الاستغناء عن جلسات العلاج لمُلاحظة التحسّن المطلوب.[٤]


العلاجات والتقنيات الأخرى المستخدمة في علاج الوسواس القهري

من أشهر التقنيات الفعّالة المُستخدمة في ذلك ما يأتي:[٥]

  • العلاج السلوكيّ المعرفيّ (CBT):

الذي يهدف لتغيير أفكار المُصاب لتعديل سلوكيّاته وتأثير هذه الأفكار عليه.

  • العلاج بالتعرّض (Exposure therapy):

وهو من أنواع العلاج النفسيّ المُتخصّصة، إذ يُقلّل من شعور التوتّر والقلق تجاه الأفكار أو الوساوس التي تخطر في ذهن المُصابين، من خلال تعريضهم التدريجيّ لما يُحفّز هذه الأفكار، دون أنّ يُصاحبها أفعال سريعة استجابة لها، ما يُساعد على تجنّب هذه الأفعال والأفكار مع العلاج بمرور الوقت.


ملخص المقال

ترتفع احتماليّة الإصابة بالوسواس القهريّ عند اختلال نسب هرمون السيروتونين في الجسم، ما يُفسّر شعور بعض المُصابين بالتحسّن عند استعمال الأدوية التي تزيد نسبة هذا الهرمون، إلا أنّ هناك أسبابًا أُخرى مُرتبطة بالإصابة بالمرض عدا نقص السيروتونين، ولذا فقد يكون ذلك السبب في عدم تحسّن أفراد آخرين عند استعمال نفس الأدوية.

المراجع

  1. "Obsessive-compulsive disorder (OCD)", mayoclinic, 11/3/2020, Retrieved 6/2/2022. Edited.
  2. "How SSRIs work", ocduk, Retrieved 6/2/2022. Edited.
  3. ^ أ ب ت "OCD (Obsessive-Compulsive Disorder)", psychguides, Retrieved 6/2/2022. Edited.
  4. ^ أ ب Owen Kelly (15/11/2020), "The Different Causes of Developing OCD", verywellmind, Retrieved 6/2/2022. Edited.
  5. "Obsessive-Compulsive Disorder", uspharmacist, 11/12/2017, Retrieved 6/2/2022. Edited.