غالباً ما تتشابه أعراض وسلوكيات الطفل المصاب بمتلازمة ريت، مع أعراض وسلوكيات مرض التوحد، حتى إنّ العديد من الخبراء قاموا بتصنيف متلازمة ريت كأحد أنواع متلازمة طيف التوحد، وسنتحدث في هذا المقال الفرق بين متلازمة ريت والتوحد.[١]

متلازمة ريت والتوحد

تُعد متلازمة ريت (بالإنجليزيّة: Rett syndrome)، أحد الاضطرابات العصبية النادرة والشديدة، والتي يعود سببها في الغالب إلى خلل جيني، ومن الجدير بالذكر أنها تكون أكثر شيوعاً لدى الإناث مُقارنة مع الذكور، وعادةً ما يتم تشخيص هذه الحالة خلال أول سنتين من حياة الطفل،[١] وبالرغم من أن هناك تشابهاً بين سلوكيات الطفل المصاب بريت والتوحد؛ كحركات اليد المتكررة، والمشي لفترات طويلة على أصابع القدم، وهز الجسم، ومشاكل النوم، إلا أن تشريح أدمغة الأطفال تكون مختلفة عن مرض التوحد،[٢] ووفقاً للنسخة الخامسة من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية، والذي يُرمز له اختصار (DSM- 5) والتي صدرت عام 2013م، فإنّ متلازمة ريت على وجه التحديد لا تعد أحد أنواع طيف التوحد، ولكنّها أصبحت تُشّخص كمرض جيني ذي رمز تشخيص خاص.[٣]


الفرق بين متلازمة ريت والتوحد


الفروقات من حيث التعريف

  • متلازمة ريت: تؤثر متلازمة ريت في حياة الطفل بشكلٍ كبير، إذ إنها تؤثر في قدرته على التحدث، والمشي، والأكل، وحتى التنفس، ومن الأعراض المميزة لهذا المرض هو حركة اليد المتكررة والمستمرة،[٤] وفي البداية يكون النمو لدى هؤلاء الأطفال طبيعياً خلال الأشهر 6 إلى 18 الأولى من الحياة، إلا أنّه وبعد ذلك يمر الأطفال بفترة يفقدون فيها المهارات، كما قد يفقدون القدرة على الكلام ومراحل التطور الأخرى.[٥]
  • مرض التوحد: يشير مرض التوحد أو اضطراب طيف التوحد إلى مجموعة واسعة من الحالات التي تتميز بمُعاناة الشخص المُصاب من صعوبات في ممارسة المهارات الاجتماعية، والقدرة على الكلام، والتواصل غير اللفظي، إضافة لمعانته من تكرار في السلوكيات، ومن الجدير بالذكر أنّ مرض التوحد له العديد من الأنواع الفرعية، والتي يحدث معظمها نتيجة العوامل الوراثية والبيئية.[٦]


الفروقات من حيث الأسباب

  • متلازمة ريت: تحدث مُعظم حالات متلازمة ريت نتيجة طفرة وراثية في جين (MECP2)، الموجود في كروموسوم X (وهو أحد الكروموسومات الجنسية)، وتجدر الإشارة إلى أن هذه الطفرة لا تستلزم وجود تاريخ عائلي، مما يعني أنّها لا تنتقل من جيل إلى جيل.[٧]
  • مرض التوحد: إنّ سبب حدوث التوحد غير معروف إلى الآن، إلا أنه قد يصيب أشخاصاً من نفس العائلة، حيثُ قد ينتقل من الوالدين إلى الطفل، ولكن تجدر الإشارة إلى أنه لا يحدث بسبب اللقاحات، كلقاح الحصبة، والنكاف، والحصبة الألمانية، كما يعتقد البعض، كما أنّه لا يحدث أيضًا بسبب اتباع حمية غذائية معينة، أو بسبب عدوى، أو سوء التربية من قبل الوالدين.[٨]


الفروقات من حيث الأعراض

  • متلازمة ريت: تظهر مجموعة من الأعراض على الطفل المصاب بمتلازمة ريت، والتي تتضمن ما يلي:[٤]
  • فقدان القدرة على الكلام.
  • فقدان القدرة على استخدام اليدين بشكلٍ هادف.
  • حركات اليد اللاإرادية؛ كغسيل اليدين.
  • فقدان القدرة على الحركة أو حدوث اضطرابات في المشي.
  • فقدان التوتر العضلي؛ مما يتسبب بانقباض العضلات بشكلٍ لا إرادي.
  • حدوث نوبات تشنجية.
  • انحراف العمود الفقري جانبيّاً وهي حالة طبية تُعرف بالجنف (بالإنجليزية: Scoliosis).
  • مشاكل في التنفس.
  • اضطرابات النوم.
  • تباطؤ معدل نمو الرأس، والقدمين، واليدين.
  • مرض التوحد: كما ذكرنا سابقاً يعاني المصابون بالتوحد من مشاكل في المهارات الاجتماعية، والعاطفية، ومهارات التواصل مع الآخرين، كما قد يمتلكون طرقًا مختلفة للتعلم أو الانتباه أو التفاعل مع الأشياء، وعادةً ما تبدأ الأعراض بالظهور منذ مراحل الطفولة المبكرة، وتستمر مدى الحياة، وفيما يلي بيان لبعض الأعراض التي يعاني منها المصابون بالتوحد:[٩]
  • عدم القدرة على الإشارة إلى الأشياء، أو النظر إلى الأشياء التي يشير لها الآخرون كطائرة تحلق فوقه مثلًا.
  • تجنب التواصل البصري مع الآخرين، كما يفضل البقاء وحيدًا.
  • مشاكل في تكوين علاقات مع الآخرين، أو عدم الاهتمام بتكوينها.
  • صعوبة في فهم مشاعر الآخرين أو التعبير عن المشاعر.
  • مشاكل في الاستجابة عند تحدث الآخرين إليهم، بينما يستجيبون للأصوات الأخرى.
  • تكرار الكلمات، أو الجمل التي تُقال لهم.
  • صعوبة في التعبير عن حاجاتهم عن طريق الكلمات والمشاعر.
  • مشاكل في التأقلم عند تغير الروتين.
  • عدم إدراك كيفية التحدث، أو اللعب، أو الاتصال مع الآخرين.


الفروقات من حيث العلاج

  • متلازمة ريت: في الواقع لا يوجد علاج نهائي لمتلازمة ريت، ولكن تتوافر عدة علاجات يمكن أن تساعد على إبطاء تقدم فقدان الحركة، وتتضمن طرق العلاج المستخدمة:[١٠]
  • العلاج الطبيعي، للوقاية من تشوهات المفاصل ولتحسين الحركة.
  • العلاج الوظيفي، لتحسين القدرة على استخدام اليد.
  • رياضة ركوب الخيل.
  • علاج الطفل بالموسيقى.
  • العلاج المائي المتمثل بممارسة الرياضة داخل الماء.
  • الأنشطة البيئية المختلفة.
  • مرض التوحد: لا يوجد علاج معتمد لمرض التوحد، ولكن هناك العديد من الطرق التي تساهم في تحسين قدرة الطفل عل النمو وتعلم مهارات جديدة، ومن الجدير بالذكر أنه كلما تم البدء في العلاج في وقتٍ مبكر كانت نتائجه أفضل، وعادةً ما تتضمن طرق العلاج العمل على تحسين السلوك والتواصل لدى الطفل، كما قد يتم استخدام أدوية للسيطرة على الأعراض.[١١]


لمعرفة المزيد عن علاج طيف التوحد، انقر هنا.

المراجع

  1. ^ أ ب Renee A. Alli (6/12/2020), "What Are the Types of Autism Spectrum Disorders?", webmd, Retrieved 21/7/2021. Edited.
  2. "Related Disorders", autism, Retrieved 21/7/2021. Edited.
  3. "What is Rett syndrome", autismempowerment, Retrieved 21/7/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "What is Rett syndrome?", rettsyndrome, Retrieved 21/7/2021. Edited.
  5. "Rett Syndrome", childrenshospital, Retrieved 21/7/2021. Edited.
  6. "What Is Autism?", autismspeaks, Retrieved 21/7/2021. Edited.
  7. "Rett syndrome", nhs, 11/10/2019, Retrieved 21/7/2021. Edited.
  8. "What is autism?", nhs, 18/4/2019, Retrieved 21/7/2021. Edited.
  9. "Autism spectrum disorder", cdc, Retrieved 21/7/2021. Edited.
  10. "Rett syndrome", betterhealth, Retrieved 21/7/2021. Edited.
  11. "Autism Spectrum Disorder", medlineplus, Retrieved 21/7/2021. Edited.