اضطراب طيف التوحّد (بالإنجليزية: Autism Spectrum Disorder)، هو حالة مرضية تظهر عادةً خلال مرحلة الطفولة وتؤثر في قدرة الشخص على التواصل والتفاعل مع الآخرين، فما هي العوامل المسببة لاضطراب طيف التوحد؟ سنتحدث عن التفاصيل في هذا المقال.[١]



ما هي العوامل المسببة لاضطراب طيف التوحد؟

وفقًا لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)، هناك طفل واحد مصاب باضطراب طيف التوحّد من كل 54 طفل،[٢] ويؤثر هذا الاضطراب في الأطفال من مختلف الأعراق، ولكن هناك عوامل محددة تزيد من خطر الإصابة، وتشمل تلك العوامل ما يلي:[٣]

  • جنس الطفل: حيث يعتبر الذكور أكثر عرضة للإصابة بطيف التوحّد بحوالي أربع مرات أكثر من الإناث،[٣] ولكن تجدر الإشارة إلى أن الإناث المصابات بهذا الاضطراب تكون الأعراض لديهنّ أكثر شدة، كما تُعانين من انخفاض في معدل الذكاء بشكل أكبر مقارنة بالذكور.[٤] 
  • وجود تاريخ مرضي للإصابة بحالات مرضيّة معينة: حيث تزيد احتمالية الإصابة باضطراب طيف التوحد لدى الأطفال الذين يعانون من الأمراض التالية:[٣]
  • متلازمة الكرموسوم X الهش: (بالإنجليزية: Fragile X chromosome syndrome)، وهي متلازمة وراثية تسبب مشاكل ذهنية.
  • التصلب الحدبي: (بالإنجليزية: Tuberous sclerosis)، وهو مرض يتسبب بظهور أورام حميدة في الدماغ.
  • متلازمة ريت: (بالإنجليزية: Rett syndrome)، وهي اضطراب وراثي يؤثر في الإناث بشكل أكبر ويؤدي إلى بطء نمو الدماغ، مما يتسبب بالإصابة بالإعاقة الذهنية وفقدان القدرة على استخدام اليدين بشكل موجّه وهادف.
  • الأطفال الخدّج الذين كانت ولادتهم مبكرة جدًا: حيث يعد الأطفال الذين يولدون قبل الأسبوع 26 من الحمل هم أكثر عرضة للإصابة باضطراب طيف التوحّد.[٣]
  • عُمُر الوالدين: حيث يُعتقد أن الأطفال الذين يولدون لآباء كبار في السن يكونون أكثر عرضة للإصابة باضطراب طيف التوحّد.[٣]
  • مضاعفات الحمل والولادة: وتتضمن انخفاض وزن الجنين عند الولادة، والحمل بتوائم.[٥]
  • عدم المباعدة بين الأحمال: حيث تزداد احتمالية الإصابة باضطراب طيف التوحد إذا كانت فترة التباعد بين الأحمال تقل عن سنة واحدة.[٥]
  • وجود حالات اضطراب طيف التوحد في العائلة: يلعب العامل الوراثي دورًا في ذلك، حيث تزداد احتمالية إصابة الطفل باضطراب طيف التوحد في حال وجود أخ أو أخت يعانون من هذا الاضطراب، وتجدر الإشارة إلى أن الطفل المصاب بالتوحّد قد يمتلك أقارب يعانون من مشاكل في التواصل والمهارات الاجتماعية.[٦]
  • التعرض للتلوّث: حيث إن النساء اللواتي تعرّضن لمستويات عالية من التلوّث خلال فترة الحمل هنّ أكثر عرضة لإنجاب أطفال يعانون من اضطراب طيف التوحّد، كما أن تعرّض الجنين إلى المبيدات أو المواد الكيميائية الموجودة غالبًا في المواد البلاستيكية والتي يطلق عليها الفثالات (بالإنجليزية: Phthalates) قد يزيد من خطر إصابته باضطراب طيف التوحّد.[٦]
  • تناول بعض الأدوية أثناء الحمل: يؤدي تناول أدوية معينة أثناء الحمل إلى زيادة خطر إنجاب طفل مصاب باضطراب طيف التوحد، وتشمل هذه العلاجات: الثاليدوميد (بالإنجليزية: Thalidomide)؛ والذي يستخدم للسيطرة على الحالة المزاجية، وحمض الفالبرويك (بالإنجليزية: Valproic acid)؛ والذي يستخدم لعلاج الصرع، ودواء تيربوتالين (بالإنجليزية: Terbutaline)؛ والذي يستخدم لوقف المخاض في حالات الولادة المبكرة.[٦]
  • الطفرة الجينية: وجد الباحثون أن العديد من الأشخاص المصابين بطيف التوحّد يعانون من حدوث طفرات في حمضهم النووي (DNA)، ولكن لم يتم التوصُّل حتى الآن إلى نمط أو سبب محدد لحدوث هذه الطفرات.[٧]


هل مطاعيم الأطفال تسبب التوحّد؟

وفقًا لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)، لا توجد أي علاقة تربط بين أخذ اللقاحات والإصابة بالتوحّد،[٨] ولكن يعتقد البعض بذلك بناءً على بعض التجارب الشخصية التي لا تستند إلى مصادر علمية،[٩] وبحسب مراجعات الدلائل والبراهين التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية (WHO)، فإنه لا يوجد ارتباط بين استخدام المواد الحافظة للقاحات، مثل: مادة ثيومرسال (بالإنجليزية: Thiomersal) والإصابة باضطراب طيف التوحّد،[١٠] كما أنه وفي مراجعة نشرت في مجلة المراجعة السنوية لعلم الفيروسات (Annual review of virology) في عام 2019م، خلُصت إحدى الدراسات فيها إلى أن لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية (بالإنجليزية: Measles, Mumps and Rubella vaccine) لم يكن له أي علاقة بزيادة خطر الإصابة بالتوحّد بين الأطفال، حتى أولئك الذين لديهم أشقاء مصابون بالتوحّد.[١١]


هل التوحّد مرض يولد به الطفل أم يصاب به بعد الولادة؟

التوحّد هو حالة تولد مع الطفل، وقد تبدأ أعراضها بالظهور في سن مبكّرة، وتجدر الإشارة إلى أنه لا يمكن التعافي بشكلٍ تام من اضطراب طيف التوحد، إلا أنه يمكن السيطرة عليه من خلال تقديم الدعم المستمر للمصابين بهذا الاضطراب.[١٢]


في أي عمر يمكن اكتشاف اضطراب طيف التوحّد؟

تظهر علامات التوحّد عادةً في عمر الثالثة، وقد يكون بالإمكان تشخيصه في عمر مبكر، أيّ خلال الفترة ما بين عمر السنة والسنة والنصف، أو قد يتم تشخيصه في فترة متقدمة من عمر الطفل تصل إلى 6 سنوات أو أكبر.[٤]


لمعرفة المزيد عن أعراض وسمات الأطفال المصابين بطيف التوحد، انقر هنا.


المراجع

  1. "What is Autism?", autism-society, Retrieved 18/7/2021. Edited.
  2. "Data & Statistics on Autism Spectrum Disorder", cdc, Retrieved 18/7/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج "Autism spectrum disorder", mayoclinic, Retrieved 18/7/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "Frequently Asked Questions about Autism", bbrfoundation, Retrieved 18/7/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "What Causes Autism?", autismspeaks, Retrieved 18/7/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت "Autism", healthgrades, Retrieved 18/7/2021. Edited.
  7. "What Could Be Potential Risk Factors for Autism?", verywellhealth, Retrieved 18/7/2021. Edited.
  8. "Autism and Vaccines", cdc, Retrieved 18/7/2021. Edited.
  9. "Causes and Risk Factors of Autism", verywellhealth, Retrieved 18/7/2021. Edited.
  10. "Autism spectrum disorders (ASD)", who, Retrieved 18/7/2021. Edited.
  11. "The MMR Vaccine and Autism", annualreviews, Retrieved 18/7/2021. Edited.
  12. "What is autism?", nhs, Retrieved 18/7/2021. Edited.