الرهاب أو ما يعرف بالفوبيا (بالإنجليزية: Phobia) هو أحد أنواع اضطرابات القلق التي يعاني فيها الفرد من خوف شديد وغير منطقي من موقف معين، أو كائن حي، أو مكان، أو أي شيء آخر، وسنتحدث في هذا المقال بشكلٍ تفصيلي عن الفوبيا، وأعراضها، وأسبابها، وطرق علاجها.[١]

ما هي الفوبيا

تحدث الفوبيا أو الرهاب عندما يكون لدى الشخص إحساس غير واقعي ومبالغ به حول شعوره بالخطر بشأن موقف ما أو شيء معين، وتعد الفوبيا أكثر من كونها مجرد خوف، وفي حال أصبح الرهاب شديداً جدًا، فيمكن أن يسبب الكثير من الضيق والحزن، إذ ينظم الشخص حياته محاولاً تجنب ما يسبب له القلق مما يؤدي إلى تقييد حياتهم اليومية.[٢]


من يتأثر بالفوبيا؟

تؤثر الفوبيا في كل من الرجال والنساء على حدٍّ سواء، ولكن غالباً ما يسعى الرجال إلى العلاج أكثر من النساء، ومن الجدير بالذكر أن أعراض الفوبيا تظهر لأول مرة في العمر ما بين 15 و20 عامًا، ولكن من الممكن أن تحدث الفوبيا في مرحلة الطفولة المبكرة أيضاً.[٣]


أنواع الفوبيا

قد يصاب الناس بالرهاب من عدة أشياء مختلفة، وبشكلٍ عام تقسم الفوبيا إلى نوعين؛ الفوبيا المحددة والفوبيا المعقدة، وفيما يأتي توضيح مفصل لكل منهما:[٤]


الفوبيا المحددة

يتعلق هذا النوع من الفوبيا بالخوف من شيء ما محدد، كمادة أو كائن أو موقف معين، ونذكر فيما يأتي أمثلة على أنواع الفوبيا المحددة:[٤]

  • الفوبيا الجسدية: مثل الخوف من الإصابة بالمرض أو الاختناق، أو الخوف من حقن الإبر.
  • فوبيا الحيوانات: مثل الخوف من بعض أنواع الحيوانات، مثل: الكلاب، أو العناكب، أو الثعابين.
  • الفوبيا البيئية: مثل الخوف من المكوث في الأماكن المرتفعة، أو الخوف من الاقتراب إلى مصادر المياه، أو الخوف من التعرض للجراثيم.
  • الفوبيا الظرفية: مثل الخوف من البقاء في المساحات الصغيرة، أو الخوف من الطيران، أو الخوف من الذهاب إلى عيادة الطبيب.


الفوبيا المعقدة

يتعلق هذا النوع بالقلق والخوف الشديد من مواقف، أو ظروف، أو مشاعر معينة، ومن الأمثلة على هذا النوع ما يلي:[٤]

  • الفوبيا الاجتماعية: يعاني الشخص المصاب بالفوبيا الاجتماعية من الخوف الشديد عند التعامل مع المواقف الاجتماعية.
  • الأغروفوبيا أو رهاب الخلاء: (بالإنجليزية: Agoraphobia)، يعاني الشخص في هذا النوع من الخوف من التواجد في مواقف يصعب عليه الخروج منها، أو الخوف من صعوبة الحصول على المساعدة في حال أصبح الموقف أكثر سوءاً.


أعراض الفوبيا

تقسم أعراض الفوبيا إلى قسمين؛ أعراض جسدية، وأعراض عاطفية، نذكرها بشكلٍ تفصيلي فيما يأتي:[٥]


الأعراض العاطفية

من الأعراض العاطفية التي يعاني منها المصاب بالفوبيا:[٥]

  • الشعور بالحاجة الملحة للهرب.
  • الشعور بالذعر أو القلق الشديد.
  • الشعور بالجنون أو الخوف من فقدان السيطرة على النفس.
  • الشعور بالانفصال عن النفس.
  • الشعور بالاقتراب من الموت.
  • الشعور بالعجز عن السيطرة على الخوف، مع العلم أن المصاب يعلم بأن ردة الفعل مبالغ بها.


الأعراض الجسدية

تتضمن الأعراض الجسدية للإصابة بمرض الفوبيا ما يأتي:[٥]

  • الشعور بالألم أو ضيق في الصدر.
  • الشعور بالدوار أو الدوخة.
  • التعرق.
  • تسارع في دقات القلب.
  • صعوبة في التنفس.
  • الشعور بالرجفان واهتزاز الأطراف.
  • الشعور بألم أو اضطرابات في المعدة.
  • المعاناة من الهبات الساخنة أو الباردة.


أسباب الفوبيا

لا يوجد سبب معين للإصابة بالفوبيا، وغالباً ما يوجد عدد من العوامل المرتبطة التي تؤدي إلى الإصابة بها، وفيما يأتي توضيح لبعض هذه العوامل:[٢]

  • العوامل الجينية: تلعب الجينات دوراً مهماً، إذ يولد البعض بجينات تجعلهم أكثر قلقاً من غيرهم.
  • الاستجابة المكتسبة: قد تكون الإصابة بالفوبيا سببها استجابة مكتسبة يصاب بها الشخص في وقتٍ مبكر من حياته من أحد أفراد العائلة؛ كأحد الوالدين، أو الأخ، أو الأخت.
  • التعرض لحادثة معينة: قد يسبب التعرض لحادث أو صدمة معينة الإصابة بالفوبيا.


تشخيص مرض الفوبيا

بالرغم من أن معظم المصابين بالفوبيا يدركون امتلاكهم للمشكلة تمامًا، إلا أنه وفي بعض الأحيان يختار بعض الأشخاص العيش مع المرض عن طريق حرصهم الشديد على تجنب مواجهة الشيء أو الموقف الذي يسبب لهم الخوف، دون التوجه للطبيب لتشخيص إصابتهم بالمرض، ومن الجدير بالذكر أن محاولة المصاب تجنب الأشياء التي تسبب له الخوف بشكلٍ مستمر يجعل الموقف أكثر سوءاً، لذا في حال كان الشخص يعاني من الفوبيا يجب طلب المساعدة عن طريق زيارة الطبيب العام لتلقي العلاج المناسب، وغالباً ما قد يلجأ الطبيب إلى تحويل المرضى إلى أخصائي ذو خبرة في العلاج النفسي والسلوكي، مثل الطبيب النفسي.[٦]


علاج مرض الفوبيا

يساعد إدراك الأشخاص المصابين بالفوبيا لإصابتهم على تشخيص المرض وبالتالي علاجه، إذ تعد الفوبيا مرضًا قابلًا للعلاج بشكلٍ كبير وفعّال، وعلى الرغم من أن معظم الأشخاص المصابين يجدون أن تجنب مصدر الخوف ببساطة يساعدهم على البقاء تحت السيطرة، إلا أنه لا يمكن تجنب مسببات بعض أنواع الفوبيا، كما هو الحال غالبًا مع نوع الفوبيا المعقدة، لذا تعد الخطوة الأولى والأهم في علاج الفوبيا هي التحدث إلى الطبيب النفسي أو الأخصائي النفسي،[٧] مع العلم يوجد العديد من الطرق التي يمكن أن يلجأ إليها الطبيب للمساعدة على التعامل مع المصاب بالفوبيا، والتي يمكن أن تشمل على ما يأتي:[٨]

  • الاستشارة النفسية أو العلاج بالكلام: يعد تحدث المصاب مع الطبيب النفسي فعّال جدًا في علاج الفوبيا.[٨]
  • العلاج السلوكي المعرفي: (بالإنجليزية: Cognitive behavioral therapy) أو ما يعرف اختصاراً ب(CBT)، إذ يساعد هذا العلاج على تعلم طرق للتعامل مع الأشياء التي تسبب الخوف بشكلٍ مختلف عن طريق اكتشاف كيفية التحكم في طريقة التفكير والشعور حول ذلك بدلاً من سيطرة الخوف على المصاب.[٩]
  • العلاج بالمواجهة أو التعرض: (بالإنجليزية: Exposure therapy)، حيث يحاول الطبيب تغيير طريقة تفاعل الشخص المصاب مع مسببات الخوف عن طريق مواجهته تدريجيًا، على سبيل المثال، في حال كان المصاب يخاف من الكلاب، فقد يطلب الطبيب من المصاب التفكير في الكلاب أولاً، والنظر إلى صور الكلاب، ثم قضاء الوقت مع كلب في بيئة خاصة وتحت المراقبة.[٩]
  • العلاج بالأدوية: يساعد تناول بعض أنواع الأدوية على التقليل من الأعراض والعلامات المصاحبة لمرض الفوبيا؛ مثل حاصرات بيتا (بالإنجليزية: Beta blokers) التي يمكن أن تساعد على تقليل العلامات الجسدية للقلق التي قد تظهر على المصاب، إلا أنها قد تتسبب ببعض الأعراض الجانبية؛ كالتعب، وبرودة الأصابع، وغيرها، وقد يُوصي الطبيب بمضادات الاكتئاب، مثل أدوية استرداد السيروتونين الانتقائية (بالإنجليزية: Selective seratonin reuptake inhibitors) التي تؤثر في مستويات السيروتونين في الدماغ، وبالتالي تساعد على تحسين مزاج المصاب، وأخيراً أدوية البنزوديازيبينات (بالإنجليزية: Benzodiazepines) التي تستخدم كمهدئات للتقليل من أعراض القلق.[١]


المراجع

  1. ^ أ ب "Everything you need to know about phobias", medicalnewstoday, Retrieved 21/6/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Overview - Phobias", nhs, Retrieved 22/6/2021. Edited.
  3. "Phobias", hopkinsmedicine, Retrieved 22/6/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Phobias", youngminds, Retrieved 22/6/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت "Phobias and Irrational Fears", helpguide, Retrieved 22/6/2021. Edited.
  6. "Diagnostic Criteria for Phobias", verywellmind, Retrieved 22/6/2021. Edited.
  7. "Everything you need to know about phobias", medicalnewstoday, Retrieved 23/6/2021. Edited.
  8. ^ أ ب "Treatment - Phobias", nhs, Retrieved 23/6/2021. Edited.
  9. ^ أ ب "What Are Phobias?", webmd, Retrieved 23/6/2021. Edited.