تحدث التشنّجات أثناء النوم (Nocturnal seizures) بالتزامن مع بعض أنواع نوبات الصرع، إذ تختلّ الإشارات الكهربائيّة التي يستخدمها الدماغ للتواصل مع الأعصاب والعضلات وبعض مناطق الدماغ، حيث إن إرسال الدماغ لإشارات كهربائية أقل أو أكثر من اللازم يؤدي للإصابة بالتشنجات،[١] لينجم عن ذلك مجموعة من الأعراض، التي تتفاوت ما بين الاستيقاظ المُفاجئ أثناء النوم ليلًا، أو حركات اليدين والساقين غير الطبيعيّة، وحتّى التصرّف بارتباك والصراخ الشديد.[٢]


ما أسباب الإصابة بتشنجات أثناء النوم؟

ليس من المعروف تمامًا ما هو سبب الإصابة بالتشنّجات أثناء النوم،[٣] ولكن يُرجّح أنّها ترتبط بالانتقال من حالة اليقظة إلى حالة النوم وكذلك الانتقال بين مراحل النوم المختلفة حيث يعتقد أن التشنجات أثناء النوم تحدث بسبب التغير في كهرباء الدماغ عند الانتقال من مرحلة من مراحل النوم إلى أخرى.[٤]


ومن الأسباب والعوامل التي تزيد من فرصة الإصابة بذلك كلًا ما يأتي:[٣]

  • التعرّض لإصابة قوية في الدماغ.
  • نقص الأكسجين في الدماغ.
  • الإصابة بجلطة أو سكتة دماغيّة.
  • التهاب أنسجة الدّماغ.
  • التهاب الأغشية التي تُغطّي الدماغ، وهي الحالة التي تُعرف باسم التهاب السحايا.
  • وجود ورم في الدماغ.
  • وجود مُشكلة في تطوّر الدماغ ونموّه.
  • الجينات أو العوامل الوراثية.[٥]
  • وجود تشوه في الأوعية الدموية للدماغ.[٥]


هل يمكن الإصابة بالتشنّجات نهارًا في حال الإصابة بها أثناء النوم؟

من غير المّحتمل الإصابة بالتشنّجات نهارًا في حال كانت التشنّجات أثناء النوم تحدث فقط ليلًا دون أيّ تغيير على مدار سنوات، ولكن هذا لا يعني أن هذه التشنجات لن تحدث في ساعات النهار بصورة قطعية، إذ ترتفع احتماليّة حدوثها نهارًا في كل من الحالات الآتية:[٤]

  • الشعور بالنعاس أو أخذ قيلولة في ساعات النهار.
  • تغيير بعض الأدوية أو تركها.
  • الشعور بالتوتّر الشديد.
  • عدم النوم الكافي ليلًا.
  • الإصابة بمرض آخر بصورة عرضية.


ما علاقة التشنجات أثناء النوم بالصرع؟

قد تحدث التشنّجات أثناء النوم بالتزامن مع الإصابة بأنواع مُحدّدة من الصرع،[٥] وذلك في كلّ من الحالات الآتية:

  • صرع الفصّ الجبهيّ (Frontal lobe epilepsy)

والذي يحدث نتيجة خلل في الفصّ الأماميّ للدماغ، وتدوم نوبة التشنّجات فيه لأقلّ من 30 ثانية، أمّا أعراضه فقد تضمّن الآتي:[٦]

  • اتّخاذ وضعية جسم غير طبيعيّة؛ كأنّ يمدّ المُصاب يده للأمام، مع ثني اليد الأُخرى.
  • تحرّك العينان والرأس لاتّجاه واحد.
  • صعوبة الكلام، مع عدم الاستجابة للمُحيط من حول المُصاب بشكل كلّي أو جزئيّ.
  • الصرع الرمعيّ العضليّ الشبابيّ (Juvenile myoclonic epilepsy)

أو ما يُعرف باسم مُتلازمة جانز، الذي يبدأ في مرحلة الطفولة أو المُراهقة، ومن أبرز أعراضه الاستيقاظ ليلًا نتيجة التشنّجات أثناء النوم، وتحريك اليدين والساقين بشكل غير طبيعيّ.[٧]

  • الصرع الرولاندي الحميد (Rolandic epilepsy)

أو ما يُعرف باسم صرع الطفولة، الذي يتسبّب بنوبات من الخدر والتنميل أو الرعشة في اللسان والوجه، وقد تتطوّر لتشنّجات في كامل الجسم أحيانًا، وفي حين أنّها قد تحدث أثناء النوم، فقد يُعاني منها المُصاب في أغلب الأحيان في ساعات الصباح الباكر أو قبل موعد نومه، وتمتدّ لفترة أقل من دقيقتين.[٨]

  • الحبسة الكلاميّة الصرعيّة المُكتسبة (Landau-Kleffner syndrome)

وهو من الاضطرابات العصبيّة النادرة، الذي قد يتزامن مع التشنّجات أحيانًا، إذ يتسبّب في فقدان القدرة على التعبير بالكلمات أو الفهم على نحو مفاجئ أو تدريجيّ، وعادةً ما يحدث لدى الأطفال ممّن أعمارهم ما بين 5 - 7 أعوام.[٩]


ملخص المقال

ليس من المعروف تمامًا ما هو سبب حدوث التشنّجات أثناء النوم، ولكنّ يُرجّح أنّها ناجمة عن مشاكل مُعيّنة في الدماغ؛ مثل التهابه، أو تعرّضه لإصابة ما، أو إصابته بجلطة، كما قد تتزامن هذه التشنّجات مع بعض أنواع الصرع؛ مثل الصرع الرمعيّ العضليّ الشبابيّ، وصرع الطفولة.

المراجع

  1. York Morris (7/12/2021), "Identifying and Treating Nocturnal Seizures", healthline, Retrieved 29/1/2022. Edited.
  2. "Nocturnal Seizures", hopkinsmedicine, Retrieved 29/1/2022. Edited.
  3. ^ أ ب "Nocturnal Seizures", cedars-sinai, Retrieved 29/1/2022. Edited.
  4. ^ أ ب "Nocturnal Seizures – Seizures during Sleep", epilepsy, Retrieved 29/1/2022. Edited.
  5. ^ أ ب ت Zawn Villines (31/10/2019), "Nocturnal seizures: Everything you need to know", medicalnewstoday, Retrieved 29/1/2022. Edited.
  6. "Frontal lobe seizures", mayoclinic, 3/6/2021, Retrieved 29/1/2022. Edited.
  7. David Steen Martin (22/7/2021), "What Is Juvenile Myoclonic Epilepsy?", webmd, Retrieved 29/1/2022. Edited.
  8. "Benign Rolandic Epilepsy", kidshealth, 2/2021, Retrieved 29/1/2022. Edited.
  9. "Landau-Kleffner Syndrome Information Page", ninds, Retrieved 29/1/2022. Edited.