للقلق والتوتر المزمن أثرٌ سلبيُ واضح وطويل المدى على صحة القلب، حيث وجد الباحثون أن القلق والتوتر مرتبطان بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 26%، مما قد ينتهي بفشل القلب وتعريض الشخص لخطر الوفاة.[١]


ما هو أثر القلق والتوتر على صحة القلب؟

يستجيب الجسد كرد فعل للقلق والتوتر المزمن بإنتاج كميات غير طبيعية لهرمونات الإجهاد مثل الأدرينالين والكورتيزول والنورادرينالين، والتي تقوم بدورها بالتدخل جزئيًا بعمل القلب، وإن الأثر الطويل لإفراز هرمونات الإجهاد يُسهم بإلحاق الضرر على صحة القلب كالآتي:[٢]


ارتفاع معدل نبضات القلب

إن إفراز هرمون الأدرينالين بمستوى يفوق الطبيعي يؤدي إلى زيادة الطلب على الأكسجين وتشنج الأوعية الدموية، مما يسبب بدوره زيادةً في سرعة خفقان القلب واضطرابًا في معدل نبضاته بحيث تكون أعلى من الحد الطبيعي، وغالبًا ما يُصاحب ذلك ألم في الصدر وصعوبة في التنفس.[٢]


ارتفاع ضغط الدم

يساهم إفراز هرمونات الإجهاد كالأدرينالين والنورادرينالين والكورتيزول بعد التعرض لنوبة قلق بارتفاع ضغط الدم وتضيق الشرايين، بالإضافة إلى رفع مستويات الجلوكوز في الدم وزيادة تدفق الدم للعضلات، مما يسبب المزيد من الإجهاد لعضلة القلب.[٢]


الإصابة بمتلازمة القلب المنكسر

يمكن أن يؤدي التوتر أو الحزن المزمن للإصابة بمتلازمة القلب المنكسر المعروفة أيضًا باعتلال القلب الناتج عن الإجهاد؛ وذلك لأن إفراز هرمونات الإجهاد تؤدي إلى ارتفاع في معدل نبضات القلب ورفع ضغط الدم، فيشعر المريض بضيق في التنفس وألم في الصدر ويصاب بالتعرق الشديد بالإضافة إلى الدوخة، حيث إن 30% من الأشخاص الذين يصابون بمتلازمة القلب المنكسر لا يدركون أن السبب هو التوتر.[٢]


الإصابة بالتهاب الشرايين

لارتفاع مستوى هرمون التوتر الدور الأساسي في رفع مستويات السكر في الدم، وفي حال زادت نسبة السكر في الجسم عن حاجته، فإن ذلك قد يؤدي إلى التهاب جدران الأوعية الدموية الذي يقود بدوره إلى الإصابة بتصلب الشرايين.[٣]


الإصابة بالنوبة القلبية

إن مضاعفات ارتفاع تراكيز هرمونات الإجهاد في الدم من ارتفاع الضغط والتهاب الشرايين، قد يؤدي إلى إغلاق كُلي أو جزئي للشرايين المغذية للقلب مسببًا نوبة قلبية، وإن لم يتم إسعاف المصاب قد يؤدي ذلك لفشل القلب أو الوفاة.[٤]


من طرق تخفيف حدة التوتر والقلق

إن الإصابة بنوبة القلق والتوتر لفترات طويلة يُؤثر على صحة القلب، بالإضافة إلى تأثيرها سلبًا على عامة صحة الجسد، ومن أبرز الطرق لتخفيف التوتر الآتية:[٥]

  • ممارسة الرياضة بانتظام كالمشي.
  • ممارسة تقنيات الاسترخاء كالتأمل واليوجا.
  • تخصيص وقت للأصدقاء والعائلة للحفاظ على روابط اجتماعية قوية، فهذا من شأنه المساعدة في حل المشاكل والحد من التوتر.
  • أخذ قسط كافٍ من النوم.
  • ممارسة هواية مفضلة.


ملخص المقال

التوتر والقلق يؤثران سلبًا على صحة القلب مما يُهيئ الفرصة للإصابة بالنوبة القلبية ومتلازمة القلب المنكسر وتصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم، لذا ينصح بممارسة الرياضة واليوجا وأخذ قسط كافي من النوم والحصول على الدعم النفسي بتقوية الروابط الاجتماعية في سبيل التقليل من التوتر تجنبًا للإصابة بأمراض القلب.

المراجع

  1. "GUARD YOUR HEART: THE RELATIONSHIP BETWEEN ANXIETY AND HEART DISEASE", cvgcares, Retrieved 16-1-2022. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "The Effects of Stress on the Heart", medstarhealth, Retrieved 16-1-2022. Edited.
  3. also induces an atherosclerotic,may result in arterial thromboses. "Stress, inflammation and cardiovascular disease", pubmed, Retrieved 28/9/2022. Edited.
  4. may lead to high,and lack of physical activity. "Chronic stress can cause heart trouble", heart, Retrieved 28/9/2022. Edited.
  5. "Stress and Heart Health", heart, Retrieved 16-1-2022. Edited.