لا تشير التقلبات المزاجية في العادة إلى وجود حالةٍ خطيرةٍ، إذ تحدث هذه التقلبات نتيجةً لأسباب متعددة، لكن بعض هذه التغييرات قد يؤثر في عمل الفرد أو أنشطته اليومية، ما يجعل من الضروري محاولة حل هذه المشكلة أو التعامل معها بالشكل الملائم.[١]

أسباب تغيّر مزاج الإنسان

يُعزى تغير مزاج الإنسان إلى العديد من الأسباب أو العوامل التي يواجهها، وفيما يأتي سنبين أبرز هذه الأسباب.


اضطرابات النوم

تسبب اضطرابات النوم حدوت العديد من التغيرات المزاجية السلبية، مثل: الغضب، والإحباط، والتهيج، والحزن، بالإضافة إلى التأثير في الحالات المزاجية، وعلى نحوٍ مغاير، يسبب المزاج السيء الإصابة بالأرق.[٢]


انخفاض السكر في الدم

يتسبب انخفاض السكر في الدم بحدوث تقلبات سريعة في المزاج، ويحدث ذلك عادةً عند التعرض لنوبة انخفاض سكر الدم، أي ينخفض مستوى السكر إلى أقل من 70 ملليغرام لكل ديسيلتر.[٣]


ارتفاع السكر في الدم

يتسبب الارتفاع السريع في نسبة السكر في الدم نتيجة تناول وجبة غنية بالسكر أو بسبب تناول وجبة خفيفة خالية من البروتين والدهون بانخفاض طاقة الجسم، ما يتسبب في الخمول وسرعة الانفعال، كما يمكن أن تتسبب زيادة السكر في الدم بتحفيز الالتهابات في الجسم، وخاصّةً في الأمعاء، والذي يتسبب بدوره في العديد من التقلبات المزاجية.[٤][٥]


الآثار الجانبية لبعض الأدوية

تؤثر بعض الأدوية المستخدمة لعلاج حالات طبية مختلفة في حدوث تغيرات في المزاج، فبعضها يتسبب بالمزاج السيئ، وبعضها الأخر يتسبب بتقلبات مزاجية جيدة ومفرطة، مثل: الكورتيكوستيرويدات، والأدوية المثبطة للمناعة، وأدوية مرض باركنسون، ومضادات الاكتئاب.[٦]


اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه

يتعرض المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لاضطرابات مزاجية متعددة، وغير مستقرة، إذ من الممكن أن يظهر عليهم مشاعر الحماس في لحظة ما، ثم تتغير مشاعرهم فجأةً إلى الغضب أو القلق، وغالبًا ما تحدث هذه التقلبات المزاجية نتيجةً لشعور الشخص بالتشتت أو مواجهة الصعوبة في محاولة الانتباه.[١]


الاكتئاب

تتأثر المشاعر، والأفكار، والتصرفات بشدّة في حال الإصابة بالاكتئاب، إذ يسبب الاكتئاب الشعور بالحزن، وفقدان الاهتمام بالأنشطة والأشياء التي كانت تمنح الشخص المتعة سابقًا، بالإضافة إلى العديد من المشكلات العاطفية والجسدية، ومواجهة الصعوبة في أداء المهام اليومية.[٧]


الهرمونات

تلعب الهرمونات دورًَا مهمّاً في التقلبات المزاجية، حيث يتحكم كلٌّ من هرمونيّ الإستروجين والبروجسترون في الكمية التي ينتجها الجسم من هرمون آخر يسمى السيروتونين، وتتسبب التغيرات السريعة لمستويات هذا الهرمون في الجسم بالعديد من التقلبات المزاجية، خاصّةً في فترات الدورة الشهرية وفترات انقطاع الطمث لدى الإناث،[٨] وفيما يأتي تفصيلٌ لذلك:

  • فترة الحمل: تتضاعف نسب هرمونيّ الإستروجين والبروجسترون خلال أول 12 أسبوعًا من الحمل لما يصل إلى 100 ضعفًا، ويتسبب هذا التغير السريع بحدوث تقلبات مزاجية شديدة.[٩]
  • متلازمة ما قبل الحيض: يشير مصطلح متلازمة ما قبل الحيض إلى التغيرات الجسدية، والعاطفية، والسلوكية التي تحدث قبل أسبوع إلى أسبوعين وتنتهي مع بداية فترة الحيض، وتُعزى هذه التغيرات إلى التفاوت الكبير الذي يحدث في مستويات الهرمونات.[١٠]
  • فترة انقطاع الطمث: يتسبب انخفاض مستويات هرموني الإستروجين والبروجسترون في فترة انقطاع الطمث بحدوث بعض التغيرات في المزاج، إضافةً إلى انخفاض الطاقة، كما قد يتسبب بالتعرق الليلي الذي يؤدي إلى الأرق، ما يؤدي أيضًا إلى حدوث تقلبات في المزاج.[١١]


أسباب أخرى

بالإضافة إلى ما سبق يوجد العديد من الأسباب الأخرى الكامنة وراء حدوث تقلبات في المزاج، ومنها:

  • مشكلات الغدة الدرقية: تتسبب بعض مشكلات الغدة الدرقية، مثل: فرط نشاط الغدة الدرقية أو خمول الغدة الدرقية في تفاوت مستويات الهرمونات التي تنتجها الغدة الدرقية، ما يتسبب بالعديد من المشكلات الصحية، بالإضافة إلى تقلبات المزاج.[١٢]
  • الإكثار من الكافيين: تتسبب مادة الكافيين بإثارة الدماغ والجسم بشكلٍ عام، ما يؤدي إلى التهيج، والقلق، واضطراب العواطف، وتقلبات المزاج.[١٣]
  • الخرف: يؤثر الخرف في مشاعر الشخص بشكلٍ عام، إذ يصبح أكثر عاطفيّةً، كما يكون عرضةً لحدوث لتقلبات المزاجية السريعة، والبكاء السريع، والسعادة المفرطة.[١٤]
  • التوتر: تزداد فرصة الإصابة بالتقلبات المزاجية لدى الأشخاص الذين يعانون من الإجهاد والتوتر المستمر.[١٥]
  • اضطراب ثنائي القطب: يتسبب هذا الاضطراب بارتفاع الحالة المزاجية، ما يتسبب بالهوس والهلوسة، ومن ثم انخفاضها بشكل كبير ومفاجئ، ما يتسبب بالاكتئاب.[١٦]


ما العلاقة بين البكاء وتحسن المزاج؟

يساهم البكاء في تحسين الحالة المزاجية من خلال عدة طرق، حيث تحسن الدموع من المزاج من خلال تخفيف مستويات بعض المواد، والسموم، والهرمونات في الجسم، والتي غالباً ما تثير القلق، والعصبية، والعدوانية.[١٧]


المراجع

  1. ^ أ ب "What could cause rapid mood swings?", medicalnewstoday, Retrieved 20/8/2021. Edited.
  2. "Mood and sleep", betterhealth, Retrieved 19/8/2021. Edited.
  3. "How does diabetes affect mood and relationships?", medicalnewstoday, Retrieved 19/8/2021. Edited.
  4. "12 Potential Signs You’re Eating Too Much Sugar", everydayhealth, Retrieved 19/8/2021. Edited.
  5. "The Effects Sugar has on Mood", maxliving, Retrieved 19/8/2021. Edited.
  6. "Depression: Medicines That Cause Depression", medicinenet, Retrieved 19/8/2021. Edited.
  7. "Mood Disorders", mercy, Retrieved 20/8/2021. Edited.
  8. "How to Manage Mood Swings Naturally", everydayhealth, Retrieved 19/8/2021. Edited.
  9. "Why You Have Mood Swings During Pregnancy and How to Cope ", verywellfamily, Retrieved 20/8/2021. Edited.
  10. "Premenstrual Mood Changes", womensmentalhealth, Retrieved 20/8/2021. Edited.
  11. "Mood changes and depression", rcog, Retrieved 20/8/2021. Edited.
  12. "What’s Causing My Mood Swings?", webmd, Retrieved 20/8/2021. Edited.
  13. "caffeine the silent killer of emotional intelligence", forbes, Retrieved 20/8/2021. Edited.
  14. " Symptoms of vascular dementia", alzheimers, Retrieved 20/8/2021. Edited.
  15. " Mood Swings ", goodtherapy, Retrieved 19/8/2021. Edited.
  16. "Bipolar disorder", mayoclinic, Retrieved 20/8/2021. Edited.
  17. "Does Crying Help or Hurt Depression?", psychcentral, Retrieved 20/8/2021. Edited.