الجميع معرضون للشعور بالغضب، والغضب بشكلٍ عام هو شعور طبيعي يُعبّر فيه الإنسان عن مشاعره تجاه شخص أو شيء معين، وقد يكون الغضب سلوك غير طبيعي ومؤذي؛ عندما يُلحق الضرر بأحد الطرفين، فيهدم العلاقات الاجتماعية، ويمنع الشخص من الوصول إلى أهدافه التي يسعى إليها.[١]


كيف تتعامل مع الغضب والعصبية؟

يمكن للغضب أن يكون ضاراً، ويمكن أن يكون مفيداً في نفس الوقت، اعتماداً على طريقة التعامل مع الغضب، فالعديد من الأشخاص يمكنهم التعامل مع حالات الغضب بسهولة، والوصول إلى الأهداف، والتعامل مع حالات الطوارئ، والسيطرة عليها من خلال ما يلي:[٢]

  • محاولة أخذ نفس عميق، والتحدث مع النفس بطريقة إيجابية أثناء الغصب، والمباشرة بتغيير كافة الأفكار السلبية واستبدالها بأفكار إيجابية، وبعد ذلك يجب محاولة ترديد عبارات تدل على الراحة في النفس أكثر من مرة؛ مثل: عبارة استرخي، وعبارة يمكنني أن أتجاوز هذا، ومحاولة أخذ الأمور ببساطة.[٢]
  • التفكير بعمق قبل المباشرة بالكلام، فمن السهل جداً على الشخص البوح بكلمات تُشعره بالندم فيما بعد، لذلك يجب على الشخص أن يأخذ بعض الوقت للتفكير وإعادة ترتيب أفكاره، واستجماعها قبل البوح بها، ويُفضل أن يتم السماح للطرف الآخر بالتفكير بنفس الطريقة.[٣]
  • عدم أخذ المواضيع على محمل شخصي، فالشخص المقابل لا يكترث بشخصية أو هوية الطرف الآخر، ولكن يحاول أن يُشعر الطرف الآخر بأن الكلام ينطبق عليه لتحقيق أهدافه، وذلك في حال أتيحت له فرصة الوصول إلى ذلك.[٤]
  • محاولة الكلام بهدوء، ووضوح، والالتزام بالعقوبات المفروضة وتنفيذها، ويجب دائماً على الشخص أن يبقي نفسه نزيهاً، ومؤدياً لأعماله الموكولة إليه على أكمل وجه.[٤]
  • تفهُم الشخص المقابل، ويجب أن يضع الشخص نفسه في مكان الشخص الآخر، عن طريق استخدام أسلوب الحديث مع النفس.[٥]
  • التحكم بردة فعل الجسد والإيماءات الجسدية، مثلاً: عدم اللجوء إلى استخدام الشتائم، وعدم الكلام بصوت مرتفع، أو عدم الإشارة بالأصابع إلى الطرف الآخر.[٦]
  • توظيف مهارات الاستماع بشكلٍ جيد؛ فالاستماع للطرف الآخر يُساعد على تحسين طرق التواصل بين الطرفين، ويزيد الثقة بين الأطراف المشاركة في النقاش، لأن الثقة عنصر مهم في النقاش يساعد على التغلب على الغضب أثناء النقاش.[٢]
  • استخدام حس الفكاهة للتخلص من المشكلة أو الجدال، ولكن بشرط ألّا يتم تجاوز الحدود والتعدي بالموضوع إلى حد السخرية؛ لأنها قد تزيد الأمور سوءًا.[٣]
  • محاولة تغيير المكان الذي حدثت فيه المشكلة أو سبب الغضب، فالتواجد في نفس المكان قد يزيد من شعور الغضب لدى الشخص، لذلك تجب محاولة تغيير المكان، والخروج من نفس الغرفة، ومحاولة إعادة السيطرة على النفس والأفكار.[٧]
  • محاولة تحديد المشكلة التي أدت إلى الغضب، ويجب محاولة تحديد السبب الدقيق وراء شعور الغضب الذي يسيطر على الشخص، وذلك من خلال توجيه أسئلة للنفس تُحدد سبب الغضب؛ ليتمكن الشخص من التصرف بطريقة صحيحة، مثل: لماذا أنا غاضب؟ وما هذا الشعور الذي يسيطر علي؟ وما الذي جعلني أغضب؟[٨]
  • عدم الاستسلام إلى المخاوف، فيجب على الشخص أن يكون على قدر عال من الثقة بالنفس وبفريق العمل الخاص به، والتأكد من أنّ الموقف سيتم حله قريباً، وعدم إتاحة الفرصة للشكوك للسيطرة على الموقف.[٤]
  • عدم إضاعة الوقت في حل الأمور المعقدة التي من الصعب حلها، ومحاولة حل وفهم المواضيع التي من السهل حلها.[٩]
  • محاولة التفكير في الحلول المحتملة لحل المشكلة قبل الرد على الطرف الآخر، مثلاً: أثناء الخروج من مكان الجدال إلى مكان أكثر هدوءاً هنا يمكن التفكير بالحلول المقترحة لفض الجدال.[٨]
  • محاولة التنبؤ بعواقب الحلول التي تم التوصل إليها لحل المشكلة، من خلال التنبؤ بردة فعل الطرف الآخر، ومدى تقبل الطرف الآخر للحلول؛ للتمكن من الرد والسيطرة على الموضوع.[٨]
  • محاولة التعبير عن الغضب بعد السيطرة على المشاعر والهدوء، ومحاولة التعبير عن شعور الإحباط والاستياء بمجرد التفكير بوضوح والوصول إلى الحل، كما تجب محاولة التطرق إلى المشاكل والمخاوف؛ ولكن دون إلحاق الضرر بالآخرين ودون اللجوء إلى الطرق التصادمية.[٣]
  • تجنب شرب المواد الكحولية، أو الأدوية المخدرة التي تزيد من شدة الغضب والتوتر.[٢]
  • طلب المساعدة من الآخرين من أجل السيطرة على الأفعال ونوبات الغضب.[٢]
  • أخذ وقت مستقطع، ومنح النفس وقت فراغ قصير في الحالات والظروف التي يسيطر فيها التوتر والغضب؛ إذ إنّ هذا الشيء قد يساعد على التفكير بهدوء، والانسحاب من الجو المشحون، والتخلص من الغضب والتوتر.[٣]


لمزيد من النصائح حول السيطرة على الغضب، انقر هنا.


طرق للسيطرة على الغضب بسرعة

بمجرد التعرف على الأعراض والعلامات التي تُصيب الشخص عند الشعور بالغضب؛ يمكن التصرف بسرعة تجنباً لوقوع المشاكل الناتجة عن الغضب، ونذكر من هذه الطرق التي تُساعد على امتصاص الغضب ما يلي:[١٠]

  • التركيز على العلامات والأحاسيس الجسدية أثناء الغضب: لأن ضبط الشعور عند الغضب يُساعد على امتصاص الغضب.
  • محاولة أخذ نفس عميق: إنَّ أخذ نفس عميق وببطء من البطن يُساعد على امتلاء الرئتين بالهواء النقي، فيقلل من الشعور بالغضب.
  • محاولة تحريك الجسد: إنَّ المشي السريع يُساعد على إخراج الطاقة السلبية وامتصاص الغضب.
  • محاولة استخدام جميع الحواس للسيطرة على مشاعر الغضب: مثل: الاستماع إلى مقطوعة موسيقية هادئة، أو النظر إلى صورة شخص محبب، أو اللعب مع حيوان أليف.
  • عمل مساج أو تدليك للمناطق المتأثرة بالغضب: مثل: الأيدي والرأس، أو محاولة عمل مساج لمنطقة فروة الرأس؛ فذلك يُساعد بشكل كبير على امتصاص الغضب والتخلص من الصداع.
  • محاولة العدّ إلى الرقم 10 قبل القيام بأي عمل: فالتركيز على العدّ يسيطر على المشاعر، فإذا استمر الغضب بعد الانتهاء من العدّ يمكن القيام بإعادة العدّ من جديد.


متى يجب طلب المساعدة الطبية؟

عندما يؤثر الغضب في علاقة الشخص مع الآخرين؛ سواءً أكان ذلك في العمل، أم في أي مكان آخر، فلا بد من طلب التدخل الطبي لحل المشكلة والسيطرة عليها؛ لأن الغضب حينها يصبح مشكلة تلحق الضرر بالشخص نفسه وبالأشخاص المحيطين به، لذلك يجب حلها قبل التفاقم، ومن العلامات والدلائل التي تُشير إلى ضرورة حل مشكلة الغضب عند الأفراد ما يلي:[١١]

  • الشعور بأن الغضب يؤثر بشكلٍ سلبي في الصحة النفسية والجسدية للشخص.
  • سيطرة شعور الغضب على المشاعر الأخرى لدى الشخص.
  • اللجوء إلى بعض الطرق التخريبية والمضرة بالآخرين؛ مثل: العدوانية أو العنف تجاه الآخرين، والعدوان الداخلي تجاه النفس، وقد يتضمن ذلك إيذاء النفس، والعدوانية السلبية التي تشمل إيذاء الآخرين بشكلٍ سلبي مثل استخدام أسلوب التجاهل.


المراجع

  1. Dr Mary Lowth, "anger-management", patient, Retrieved 25/7/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج "Mental Health and Anger Management", webmd, Retrieved 14/8/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "Anger management: 10 tips to tame your temper", mayo clinic, Retrieved 14/8/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت "17 Anger management techniques for stressful occupations", THE AMERICAN INSTITUTE OF STRESS, 27/9/2019, Retrieved 14/8/2021. Edited.
  5. "Coping with Feelings", heart, Retrieved 26/7/2021. Edited.
  6. "dealing with anger and frustration", MHA, Retrieved 14/8/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت "Dealing With Anger", kidshealth, Retrieved 27/7/2021. Edited.
  8. "Anger", nhs, Retrieved 14/8/2021. Edited.
  9. "Anger Management", help guide, Retrieved 29/7/2021. Edited.
  10. Hannah Nichols, "Feeling angry: Mental health and what to do", medical news today, Retrieved 29/7/2021. Edited.