يمرّ الإنسان بحالات تقلّب المزاج بين الحين والآخر، ولكن للأسف أحيانًا قد تأخذ الأحاسيس والمشاعر التي يمرّ بها الشخص منحنى حاد للغاية، فيشعر مثلاً بالحزن بشكل مفرط للغاية، ولا يُعدّ حدوثه أمراً طبيعيّاً خصوصاً إذا كان له تأثير سلبي في الحياة، وقد تكون هذه المشاعر المُفرطة ناتجة عن الإصابة بحالة تُعرف باضطراب المزاج النفسي (Mood disorders)، فما هي صفات الشخص المصاب باضطراب المزاج النفسي؟[١]

ما هي صفات المصاب باضطراب المزاج النفسي؟

توصف مشاعر الشخص المصاب باضطراب المزاج النفسي بأنّها غير مستقرة، بحيث تكون متأرجحة ومتذبذبة بين الحين والآخر، فقد يشعر الشخص أحياناً بالحزن الشديد، أو بالفراغ النفسي أو العاطفي، أو قد يشعر بالقلق، ويكون ذو ردود فعل عنيفة، أو قد يمر بفترات من الاكتئاب يليها شعوره بسعادة غامرة بما يتمثل بحالة أشبه بالهَوَس (Mania)،[٢] وفيما يأتي ذكر لأبرز الصفات التي تظهر على الشخص المُصاب باضطراب المزاج بشكلٍ عام:[٣]

  • تغيّر في العادات الغذائيّة أو الروتين الغذائي للشخص، حيث يزداد معدّل تناوله للطعام أو يصبح أقل من المعتاد.[٤]
  • تغيّر في نمط النّوم، فقد يعاني الشخص من صعوبة النّوم، أو قد ينام الشخص لمدةٍ أطول ممّا هو معتاد عليه.[٤]
  • إعياء وتعب عام في الجسم.[٤]
  • صعوبة بالغة في قدرة الشخص على التركيز أو التحليل العميق للأمور من حوله.[٤]
  • صعوبة في القدرة على اتخاذ القرارات وحسم الأمور المصيريّة.[٤]
  • التحدّث مع الآخرين بشكل سريع، وتكون حركاته سريعة وغير متّزنة.[٣]
  • الشعور بالانزعاج وعدم الراحة والقلق، والتعامل مع الأمور باندفاع وتهوّر.[٣]
  • عدم الخوف من خوض التجارب الخطيرة، والإقدام على فعلها بكل تهوّر دون الخوف من العواقب؛ مثل إنفاق الكثير من الأموال دفعة واحدة وبشكل غير منطقي أو غير مسؤول، أو قيادة السيّارة بسرعة جنونيّة.[٣]
  • الشعور بالحماس الشديد، حيث يندفع الشخص وتكون لديه طاقة كبيرة جدّاً وغير مألوفة لدرجة أنّه يمكنه تأدية مجموعة نشاطات مُنهِكة ويحتاج القيام بها إلى طاقة كبيرة.[٣]
  • زيادة شكواه من أعراض جسديّة مثل الصداع، أو آلام بالمعدة، أو الإرهاق والإجهاد العام، والتي غالباً لا تتحسّن مع الأدوية.[٥]
  • ميل الشخص دائماً إلى أن يبقى خارج المنزل؛ فهو يرى أنّ الهروب من المنزل هو الحل.[٥]
  • زيادة حساسيّة الشخص تجاه أمور معيّنة، فيصبح حسّاساً بشكل مبالغ فيه، لذلك قد تسيطر عليه مشاعر سلبيّة جدّاً في حالة الفشل أو الرفض، لدرجة أنّه يمكن أن ينهار عاطفيّاً أو معنويّاً.[٥]
  • حدوث نقصان في وزن الشخص أو زيادة في وزنه بشكلٍ غير مبرّر.[٦]


كيف يشعر المصاب باضطراب المزاج النفسي؟

يمكن وصف أحاسيس المريض باضطراب المزاج بأنّها شديدة أو متدّفقة بشدة، وفي بعض الحالات قد تستمر هذه الحالة لفترات زمنيّة طويلة، ومن أهمّ الأمور التي تثير القلق تجاه هذا النوع من الاضطرابات النفسيّة هو إمكانيّة تأثيرها في علاقة الشخص بالآخرين من حوله؛ كالأهل، والأصدقاء، والمجتمع بشكل عام، كما أنّ هذه الاضطرابات العاطفيّة قد تحدّ من قدرته على إنجاز عمله وأمور حياته الأخرى،[٥] وتتفاوت المشاعر التي تُسيطر على الشخص المصاب باضطراب المزاج النفسي، وهي تتراوح بين الاكتئاب والهوس، وذلك على النحو الآتي:[٧]

  • الاكتئاب: وتتضمن الحالة ما يأتي:
  • فقدان الشغف أو الاهتمام بالأنشطة التي كانت لها أهميّة وقيمة كبيرة في حياته سابقاً.[٧]
  • الشعور بالفراغ القاتل؛ حيث يشعر أنّه شخص بلا هدف وأنّه عالة على نفسه وعلى المجتمع، بالإضافة إلى مشاعر القلق والتوتر الدائم ومشاعر الحزن.[٧]
  • الشعور بأنّه إنسان بلا قيمة ومكانة في المجتمع، وبأنّه شخص مهمّش من الجميع، بالإضافة إلى شعوره بالعجز والضعف، وهذا ما يجعله يشعر بالذّنب تجاه نفسه.[٧]
  • الإحساس بأنّه مُحاط بطاقة سلبيّة تجعله ينظر لجميع الأمور المحيطة به بتشاؤم، ويأس، وفقدان للأمل والرّغبة بالحياة.[٧]
  • وجود أفكار متعلّقة بالموت، والتخطيط لذلك عن طريق التفكير بالانتحار.[٥]
  • فقدان الرغبة الجنسيّة.[١]
  • رغبة الشخص في البقاء منعزلاً، أو وحيداً وبعيداً عن الآخرين قدر الإمكان.[١]
  • الشعور بالذّنب بشكلٍ مستمر.[١]
  • الهوس: وتتضمن الحالة ما يلي:
  • الشعور بتقدير الذات لدرجة مبالغ فيها.[٧]
  • الشعور بحالة مزاجيّة مرتفعة جدّاً واندفاع نحو الحياة بشكلٍ مفرط للغاية.[١]
  • الشعور بالغضب الشديد والانفعال السريع.[١]
  • التهوّر في اتخاذ القرارات دون الشعور بأدنى حسّ بالمسؤوليّة.[١]
  • التحمّس والاندفاع لدرجة أنّه من كثرة الأفكار التي تتوارد إلى عقل الشخص، قد يجد صعوبة في ضبط غزارة هذه الأفكار والسيطرة عليها، بالإضافة إلى امتلاكه جرعة عالية من النشاط تحول دون حصوله على قسط من الرّاحة، أو حتّى أحياناً لا يمكنه النّوم من فرط النشاط الداخلي.[١]




تجدر زيارة الطبيب في حال مواجتك أو أي شخص تعرفه مثل هذه الأعراض على مدار فترة زمنيّة طويلة، ولا يجدر الشعور بالخجل أو التردد حيال الأمر، فهذا يعني وجود مشكلة تستلزم الحل، ولا يوجد أي حَرَج من استشارة الطبيب النفسي ومراجعته.




كيفيّة مساعدة شخص يعاني من اضطراب المزاج

يجدر على الأشخاص تثقيف أنفسهم بالأمور المتعلقة بالاضطرابات النفسية بما في ذلك اضطراب المزاج النفسي، بما يُمكن من تقديم الدعم المثالي للشخص المصاب، ومن الأمور التي يجب أن نضعها بعين الاعتبار أثناء تقديم النُصح لأي مصاب باضطراب المزاج ما يلي:[٨][٨]

  • الحرص على الاستماع للشخص المصاب بكل تأني، وشغف، وصبر، فمعرفة تفاصيله الدقيقة وكل ما يمّر به من صعوبات سوف يخفّف عنه كثيراً ويجعله يشعر بالدعم.[٨]
  • التذّكر بأنّ الإحساس بأي مشاعر مضطربة قد يشعر بها الشخص هو أمر طبيعي، ولا داعي للقلق في حال كان الشخص متبعثراً أو متوتراً، أو غير متحكّم بمشاعره فهذا التخبّط متوّقع، ولكن الأهم من ذلك هو تجنّب التدقيق الزائد على تصرّفات الشخص المصاب باضطراب المزاج أو إطلاق الأحكام عليه وتقييم أفكاره وآراؤه، فهو بالنهاية مريض وبالتالي فإنّ تصرّفاته أو أفكاره ناتجة عن اضطراب المزاج لديه.[٩]
  • الحرص على التفاؤل الدائم بأنّ وضع المريض سيصبح أفضل، لأنّ ذلك سينعكس إيجابيّاً عليه وعلى الشخص المريض.[٩]
  • الحرص على التعامل مع الأمر بكل تأني وصبر، وعدم الإقدام على أيّ تصرف أو سلوك مع الشخص المُضطرب دون التفكير جيداً، ويجب الأخذ بعين الاعتبار أنّ تحسن وضع المريض من الممكن أن يكون بطيء، بل من الممكن أحياناً أن لا يستجيب أبداً رغم كل الجهود المبذولة.[٩]


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ د "Mood Disorders", cmha, Retrieved 13/9/2021. Edited.
  2. "Mood disorders", mayoclinic, Retrieved 13/9/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج "Mood Disorders", clevelandclinic, Retrieved 13/9/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج "The Various Types of Mood Disorders", verywellmind, Retrieved 13/9/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج "Overview of Mood Disorders", cedars-sinai.org, Retrieved 13/9/2021. Edited.
  6. "Mood Disorders", healthgrades, Retrieved 13/9/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث ج ح "Mood Disorder Symptoms, Causes and Effect", psychguides, Retrieved 13/9/2021. Edited.
  8. ^ أ ب ت "How can I help a loved one with bipolar?", screening, Retrieved 14/9/2021. Edited.
  9. ^ أ ب ت "Guide to Helping Someone with a Mood Disorder", mooddisorders, Retrieved 14/9/2021. Edited.