اضطراب طيف التوحد

 اضطراب طيف التوحد عبارة عن خللٍ يرتبط بنمو الدماغ، ويؤثر في كيفية تمييز الشخص للآخرين والتواصل الاجتماعي معهم وسلوكهم، كما يُشير مصطلح "الطيف" في عبارة اضطراب طيف التوحد إلى مجموعةٍ كبيرة من الأعراض متفاوتة الشدّة فيما بينها، إذ يواجه الشخص المُصاب باضطراب طيف التوحد مشاكل في التواصل البصري والسمعي مع الآخرين، كما يتضمّن الاضطراب أنماطًا محدودة ومتكررة من سلوكٍ معيّن، كما يبدو المُصاب وكأنه يعيش في عالمه الخاص.[١][٢]

أعراض اضطراب طيف التوحد

يواجه الأطفال أو البالغون المصابون باضطراب طيف التوحد مجموعةً من العلامات والأعراض المميّزة، وهذه الأعراض هي:[٣]

  • عدم الإشارة إلى الأشياء، أو الأمور، أو عدم إظهار الاهتمام بها.
  • عدم استجابة المُصاب عند مناداته باسمه، أو يبدو كأنه لا يسمع في بعض الأوقات.
  • عدم التّعبير عن العواطف أو المشاعر، فيبدو المُصاب وكأنه غير مدركٍ لمشاعر الآخرين.
  • رفض الطفل للعناق أو الإمساك به، وتفضيله اللعب بمفرده؛ والانسحاب إلى عالمه الخاص.
  • ضعف التواصل البصري، وغياب تعبيرات الوجه.
  • عدم الكلام أو التأخر فيه، أو قد يفقد الطفل قدرته السّابقة على التلفّظ بالكلمات والجمل.
  • التكلّم بنبرةٍ أو إيقاعٍ غير طبيعي؛ فقد يستخدم المُصاب صوتًا رتيبًا أو يتكلم مثل الإنسان الآلي.
  • يبدو المُصاب وكأنه لا يفهم الأسئلة أو التوجيهات البسيطة.
  • صعوبة في التعرّف على الإشارات غير اللفظية، مثل تفسير تعبيرات الوجه الأخرى للأشخاص.
  • لا تشغل المُصاب الألعاب التّقليدية.
  • يُخصّص المُصاب لنفسه إجراءاتٍ أو طقوسًا معيّنة، وينزعج عندما يطرأ عليها أدنى تغيير.
  • عدم القدرة على بدء المحادثة أو الاستمرار فيها.


دواعي مراجعة الطبيب

تظهر علامات اضطراب طيف التوحد في المراحل المبكّرة من النمو، فيُلاحَظ تأخرٌ واضحٌ في مهارات اللغة والتفاعل الاجتماعي، عندئذ يوصي الطبيب بإجراء اختبارات وفحوصات النمو التّشخيصية لتحديد ما إذا كان الطّفل يعاني تأخرًا في المهارات الإدراكية والاجتماعية ومهارات اللغة أم لا، وذلك في حال كان الطفل يعاني أحد الآتي:[٤]

  • لا يستجيب بابتسامة أو بتعبير عن السعادة لدى بلوغه الشهر السادس.
  • لا يقلّد الأصوات أو تعبيرات الوجه لدى بلوغه الشهر التاسع.
  • لا يتلعثم بالكلام أو يصدر صوتًا لدى بلوغه الشهر الثاني عشر.
  • لا يومئ بحركاتٍ مثل الإشارة أو التلويح باليد لدى بلوغه الشهر الرابع عشر.
  • لا ينطق بكلماتٍ متفرقة لدى بلوغه الشهر السادس عشر.
  • لا يلعب ألعاب "التخيل" أو التّظاهر والتّحايل لدى بلوغه الشهر الثامن عشر.
  • لا ينطق بعباراتٍ تتألف من كلمتين ببلوغه الشهر الرابع والعشرين.


أسباب اضطراب طيف التوحد

لا يوجد سبب واحد ومحددّ ومعروف حتى الآن للإصابة باضطراب طيف التوحد، لكن قد تلعب بعض العوامل دورًا في زيادة احتمالية الإصابة بالتوحد، وهو ما يتمّ توضيحه على النحو الآتي:[٥]

  • العوامل الوراثية: تُشكِّل العوامل الوراثية والجينات ما يُقارِب 10-20% من حالات الإصابة المعروفة.
  • الولادة المبكّرة: فقد يكون الأطفال المولودون قبل إكمال 26 أسبوعًا على الحمل أكثر عرضةً للإصابة باضطراب طيف التوحد.
  • عمر الأبوين: قد تكون هناك صلة بين الأطفال المولودين لوالدين أكبر سنًا والإصابة باضطراب طيف التوحد، ولكن ليس هناك أبحاثٌ كافية تثبت ذلك.
  • استخدام الأم لبعض الأدوية أثناء فترة الحمل: مثل أدوية الصّرع وبالتحديد دواء حمض الفالبرويك (Valproic acid).


هل هناك علاقة بين المطاعيم واضطراب طيف التوحد؟

لا. واحدٌ من أكبر الخلافات القائمة على حالة اضطراب طيف التوحد هو ما إذا كان له علاقةٌ بالمطاعيم التي يأخذها المُصاب في فترة طفولته، وبالرّغم من كثرة الأبحاث المتعلقة بهذه القضية، فإن أيًا منها لم يُثبِت وجود علاقةٍ بين اضطراب طيف التوحد وأيٍّ من المطاعيم الشائعة.

بل إن الدراسة الأصلية التي أثارت ذلك الخلاف قبل سنواتٍ تم دحضها نظرًا لضعف حجّتها والوسائل الدراسية المستخدمة فيها، بل على العكس فقد يعرّض إهمال المطاعيم الطفل للإصابة بالعديد من الأمراض الخطيرة ونقلها للآخرين.[٦]


تشخيص اضطراب طيف التوحد

يمكن تشخيص التوحد في أيّ عمر، لكنه عادةً ما يتمّ اكتشافه في العامين الأولين من عمر الطفل،[٢] إذ يعتمد تشخيص الإصابة باضطراب طيف التوحد على إجراء تقييمٍ عامّ للمُصاب من قِبَل فريق يتكون من طبيب أطفال وطبيب نفسي، كما يمكن اللجوء إلى أخصائي السّمع والنطق والعلاج الوظيفي، ويشتمل التقييم ما يلي:[٧]

  • تقييم الحالة العامّة للطفل، من خلال عقد عدة مقابلات معه وتقييم أدائه فيها.
  • إجراء عدّة اختباراتٍ وفحوصات، تتناول السمع، والتخاطب، واللغة، والأمور الاجتماعية والسلوكية.
  • تقديم تفاعلات اجتماعية وتواصلية ذات بنية محددة لطفلك، وحساب نتيجة أدائه فيها.


علاج اضطراب طيف التوحد

يمكن للتدخّل المبكّر خلال سنوات السّابقة للمدرسة أن يساعد الطفل على تعلّم المهارات الوظيفية والاجتماعية والسلوكية ومهارات التواصل، ولا توجد طريقةٌ علاجٍ واحدة تناسب جميع الحالات، لأن الأعراض بطبيعتها شديدة التنوع من مُصابٍ لآخر، فإذا تمّ تشخيص الطفل باضطراب طيف التوحد، يجب استشارة الطبيب بشأن وضع استراتيجيةٍ للعلاج وتلبية احتياجات الطفل،[٢] وتتمثّل الخطّة العلاجية لاضطراب طيف التوحد ما يلي:

  • العلاج الدوائي: ليس هناك أيّ دواءٍ محدّد بإمكانه تحسين العلامات الأساسية لاضطراب طيف التوحد، ولكن هناك أدوية معينة تساهم في السّيطرة على الأعراض، فعلى سبيل المثال، قد تُوصَف بعض الأدوية للطفل في حال كان يعاني من فرط النشاط؛ بينما تستخدم الأدوية المضادة للذهان أحيانًا لعلاج المشكلات السّلوكية الحادة؛ كما قد توصف مضادات الاكتئاب لعلاج القلق.[٢]
  • العلاجات السلوكية والمعرفية: تُعالِج العديد من البرامج مشاكل الصعوبات الاجتماعية واللغوية والسلوكية المرتبطة باضطراب طيف التوحد، بينما تُركّز بعضها الآخر على الحدّ من السّلوكيات المُثيرة للمشاكل، وتعليم مهارات جديدة، فضلاً عن تركيز البرامج الأخرى على تعليم الأطفال كيفية التصرّف في المواقف الاجتماعية أو التواصل بشكلٍ أفضل مع الآخرين.[٤]
  • العلاجات التربوية: غالبًا ما يستجيب الأطفال المُصابون باضطراب طيف التوحد جيدًا للبرامج التربوية التي تتميز بدرجةٍ عالية من التنظيم، وتتضمن البرامج النّاجعة عادةً فريقًا من الاختصاصيين، ومجموعة متنوعة من الأنشطة لتحسين المهارات الاجتماعية والتواصلية والسلوكية، وغالبًا ما يُظهِر الأطفال قبل سن المدرسة ممن يحظون بتدخلات سلوكية فردية مركزة تقدّمًا جيدًا.[٢]


متى يبدأ اضطراب طيف التوحد؟

يبدأ اضطراب طيف التوحد في مرحلة الطّفولة المبكرة، فقد يكبر بعض الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد، وتتحسّن حالتهم الصّحية، ويصبحون أكثر تفاعلاً، ويظهرون اضطرابًا أقلّ في السلوك.[٤]


هل يعيش المصاب بالتوحد حياة طبيعية؟

يمكن لبعض المصابين الذين يعانون أعراضًا أقلّ حدّة أن يعيشوا حياةً طبيعية أو شبه طبيعية، ومع ذلك، فقد يستمرّ البعض في مواجهة صعوبة في المهارات اللغوية أو الاجتماعية، ويمكن أن تزداد المشاكل السلوكية والانفعالية سوءًا لديهم خلال فترة المراهقة.[٤]

المراجع

  1. "Autism Spectrum Disorder", medlineplus, Retrieved 25/6/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج "Autism Spectrum Disorder", national institute of mental health , Retrieved 25/6/2021. Edited.
  3. "What is Autism Spectrum Disorder?", cdc, Retrieved 25/6/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث "Autism spectrum disorder", mayoclinic, Retrieved 25/6/2021. Edited.
  5. "Autism Spectrum Disorder", clevelandclinic, Retrieved 25/6/2021. Edited.
  6. "Autism and Vaccines", cdc, Retrieved 25/6/2021. Edited.
  7. "Autism spectrum disorder", american psychological association , Retrieved 25/6/2021. Edited.